العيوب الخلقية ( تشوهات الأجنة ) وكيفية تفادي حدوثها

كتبت : إنچي قويطة

انتشر في الآونة الأخيرة الوعي بين السيدات عن تشخيص العيوب الخلقية أثناء الحمل بالآشعة رباعية الأبعاد ولكن وجب علي أهم مسبباتها وكيفية تجنبها .
بداية نعرض بعض الاحصائيات
– نسبة الأطفال المولودة بعيوب خلقية 3-5% من كل الولادات .
– 20% من وفيات الأطفال في أول عام نتيجة عيوب خلقية .
– 20% من تشوهات الأجنة تكون نتيجة سبب وراثي أو خلل چيني و10% نتيجة سبب خارجي ( مثل الإشعاع أو التعرض لعدوي أثناء الحمل أو تناول أدوية ضارة أثناء الحمل ) .و5% فقط نتيجة نقص المواد الأساسية مثل حمض الفوليك او الفيتامينات الأساسية .أما النسبة الأكبر 60-75% تسجل غير معلومة السبب أسباب متعددة تحتاج قابلية من جسم الأم والجنين مثل التلوث المحيط بنا أو أجهزة الموبايل أو غيرها…
ثانيا : توقيت التعرض للمسببات الخارجية (إشعاع-أدوية) مهم وفاصل حيث أن = أول ١٨ يوم في تكوين الجنين (قبل ميعاد الدورة أصلا) هي مرحلة فاصلة وأي تأثير علي النطفة في هذا التوقيت يؤدي إلي عدم إكتمال الحمل من أساسه وحدوث إجهاض وهذا من رحمة الله .
= الفترة من ١٩–٨٠ يوم يعني أول شهرين ونصف أو ثلاثة شهور في الحمل هي الأخطر علي الإطلاق لأنها مرحلة تكوين معظم أجهزة جسم الجنين والتعرض في هذه الفترة لأي سبب قد يؤدي إلي عيوب خلقية كبيرة
=أي تعرض بعد الشهر الرابع غالبا مايكون نتيجة في الشكل أو الوظيفة فقط وليس غياب العضو مثلا .
ونعرض هنا أهم الأسباب التي تؤدي إلي تشوهات للأجنة :
١- الأدوية : إعطاء الادوية للأم ووصولها للجنين بيعتمد علي كذا عامل زي حجم جزئ الدواء في الدم وطبعا الجزيئات الكبيرة (molecular weight >600) لا تستطيع ان تعبر الأغشية المحيطة بالجنين ولذلك تقريبا لا تؤثر علي الجنين مثلها مثل الأدويةاللتي لا تكون حرة في الدم ودائما مرتبطة ببروتينات البلازما .وأيضا طريقة ذوبان الدواء في الجسم فالأدوية سهلة الذوبان في الدهون (lipid soluble ) سهلة الوصول للجنين والتأثير عليه . لذلك قسمت منظمة الصحة والغذاء العالمية FDA الأدوية أثناء الحمل إلي خمس مجموعات رئيسية
A- وهذه المجموعة تشمل أدوية تم عمل دراسات عليها والتأكد من أن إستخدامها أثناء الحمل غير ضار وعددها قليل جدا وتشمل الفيتامينات وبعض الهرمونات اللتي لا تتعدي أصابع اليدين .
B- وهذه الأدوية لم نستطع دراستها بشكل كامل علي الإنسان ولكن دراستها علي حيوانات التجارب أكدت أنها آمنة مثل المضادات الحيوية المسموح بإستخدامها مع الحمل وبعض مضادات الترجيع
C- هذه المجموعة تشمل أدوية لم يتم دراستها علي الإنسان بشكل كافي ولكن دراستها علي حيوانات التجارب أكدت خطورتها وأنها تسبب تشوهات
D- أدوية تسبب تشوهات للأجنة ولكن لابد من إستخدامها حفاظا علي حياة الأم مثل أدوية الصرع إذا كانت الأم تعاني من أعراض حديثة للمرض .
X- وهذه المجموعة تشمل أدوية لا يمكن أن يستمر الحمل معها حيث أن ضررها بالغ مثل العلاج الكيماوي مثلا
لذلك لتجنب هذه الأخطار ينصح بعدم إستخدام أي دوا أثنا الحمل إلا بمعرفة الطبيب المتخصص لتحديد هذا الدواء ينتمي إلي أي مجموعة وأهميته بالنسبة للأم أو الجنين في مقابل ضرره عليهما .
٢- التعرض للإشعاع أثناء الحمل : لابد من التفرقة بين الآشعة التشخيصية والعلاجية حيث أن الدراسات أثبتت كمية الإشعاع اللتي تتعرض لها الأم أثناء عمل الآشعة التشخيصية عادة ماتكون أقل من (5 rads) وهي الحد الأدني لحدوث التشوهات -كمية الإشعاع اللتي تتعرض لها الأم في حالة الآشعة العادية علي الرجل أو الإيد (الكسور) أقل من 1 rads – وفي حالة الآشعة العادية علي الصدر أو الأسنان 0.08 rads . لذلك لا داعي للذعر إذا تعرضت الأم الحامل لآشعة عادية صدفة أو دون علمها بالحمل ولكن للوقاية يجب تجنب التعرض للإشعاع أثناء الحمل وإذا وجب الأمر ترتدي القميص الواقي علي منطقة الرحم والحوض وأي سيدة هتعمل آشعة إختيارية تكون في النصف الأول من الدورة ( بعد انتهائها مباشرة ) عشان نبقي ضامنين انها مش حامل …
أما الإشعاع العلاجي غالبا مضر علي الحمل لأنه يكون تركيز أعلي وجرعات متعددة …
معلومة ع الماشي : السونار والرنين المغناطيس لا يسبب أي تشوهات للأجنة.
٣- التدخين : يسبب العديد من المخاطر مثل تأخر نمو الجنين والولادة المبكرة والاجهاض المتكرر وأثناء الحمل زيادة أعراض الوحم مثل الغثيان والحموضة والترجيع .
٤- الكحولات : إدمان الكحول و التعاطي المستمر >٨٠ جرام في اليوم قبل وأثناء الحمل يسبب مايعرف بمتلازمة جنين الكحول fetal alcohol syndrome وهي عبارة عن تأخر نمو عيوب خلقية في الكلي والقلب والجهاز العصبي تصل إلي تأخر عقلي .
لذلك عشان ربنا يكرمك بطفل سليم معافي تجنبي التدخين والكحول أثناء الحمل وتجنبي التعرض للإشعاع أو التلوث والإستخدام المفرط للموبايلات ولا تتناولي أي أدوية الا بعد إستشارة طبيبك .

د / عمرو حسن الخميسي
أخصائي أمراض النساء والتوليد والحقن المجهري