رئيس مجلس الإدارة

أحمد شلبي

رئيس التحرير

عمرو فارس

إشراف عام

نرمين حمزة
أخبار

حكايات وأسرار البنات والستات .. حكايه صفا


659
الأحد 8 سبتمبر 2019, 3:29 م


كتبت : غادة حنفى
كنت فاكره ان الحب ممكن يتنسي مع الوقت لكن اكتشفت ان حتي النسيان بقي صعب
انا صفا عندي فوق الثلاثين بكتير مش فاكره امي هي اللي كل شويه تفكرني لاني حاسه ان عمري وقف عند سن معين…انا حكايتي بدأت من زمان اوي لما كنّا صغيرين بابا كان موظف في الأوقاف وامي ست بيت..عندي أختين غيري وولد كنت عايشه في سعادة كبيره مع اسرتي.كنا مرتبطين اوي بعمي وعياله وعايشين في بيت واحد.. ابن عمي محمود بالنسبه ليا كل حاجه كان اكبر مني بثلاث سنين بس كنت حاسه انه اكبر من كده بكتير لانه كان راجل بمعني الكلمة لما كنّا بنطلع المصيف سوا مع العيله بيبقي دايما معايا مش بيسبني ولو حد ضايقني يدافع عني.. في العيد لما كنّا ننزل نشتري لَبْس العيد لازم البس علي ذوقه كان بيعجبني ..ما كنتيش اقدر أقوله لاء علي أي حاجه يقولها بسمع كلامه في كل حاجه..أتولد الحب بينا وكبر مع الوقت لدرجه اني مش متخيله الدنيا من غير محمود..مره واحنا في المصيف كان لِسَّه داخل الجامعه كليه هندسه وانا كنت في ثانوي .اول مره الاقي شاب بيعاكسني ومصمم يكلمني جوايا فرحت شويه لان عمري ماسمعت كلام حب من حد.محمود لاحظ مسك في الشاب وضربه واتصاب ساعتها في دماغه وبات ليله في المستشفى ندمت اوي لاني السبب تاني يوم لما رجع البيت. عمري ما هنسي اليوم ده لاقيته قاعد في البلكونه دخلت اعتذرله قرب مني بص في عيني لأول مره احس اني طايره من علي الأرض مسك ايدي


صفا:انا اسفه انا السبب في اللي انت فيه ده
محمود:بحبك
اتكسفت اوي وحاسيت ان وشي بيطلع نار ماعرفيتش أرد
صفا:نعم..طيب..مش عارفه..طب ..سلام
جريت من اودامه قلبي كان بيدق بسرعه كنت حاسه انه هيقف من كتر الفرحه..ساعتها كانت احلي أيام حياتي اللي عمري ماعرفت أنساه في يوم من الايام خصوصا أللحظه دي.. لكن ما كنتيش عارفه ان الدنيا كده اما نفرح اوي لازم نخاف اوي من اللي جاي..و اللي عرفته بعد كده ان دي كانت اخر سعادة احسها في قلبي وفي حياتي كلها..بابا تعب فجاه وانا في الثانوية العامه وفي اقل من سنه كان توفي..حياتنا كلها اتقلبت المعاش بسيط جدا اخواتي اصغر مني وكلهم في مراحل تعليميه مختلفه ..كنت بشوف ماما بتعيط طول الليل مش عارفه تتصرف ازاي عمي كتر خيره كان بيساعدنا بس هو كمان موظف علي أده..ما كانيش اودامي غير اني اشتغل محمود كان رافض الموضوع ده..أتقابلت معاه علشان أقنعه..كنا دايما بتقابل كل خميس علي كورنيش النيل نمشي كتير من غير ما نحس باي تعب..ماسكت ايده ليا وانا ماشيه معاه كان فيها إحساس بأمان الدنيا كله..
صفا:لازم اساعد ماما انت شايف الحال
محمود:هتشتغلي بايعه في محل ازاي
صفا:يعني معايا ثانوية عامه هشتغل ايه
محمود:والكليه هتعملي ايه
صفا:بصراحه مش هقدم السنه دي لان طبعا مش هقدر احضر او اذاكر هقدم السنه الجايه يكون الحال اتغير..
لآخر لحظه وهو مش مقتنع بس هيعمل ايه هو كان بصراحه بيقسم معايا مصروفه
وده كل اللي كان يقدر يعمله..فكر يشتغل ويساعدني لكن مرات عمي كان طبعها شديد لان كل تفكرها انه يتخرج من كليه الهندسه ويشتغل كانت بتحلم باليوم ده بصراحه معاه حق كلنا كنّا عاوزينه يركز في دراسته
اشتغلت بايعه في محل بس المرتب كان ضعيف قابلت بنت في الشغل زميله ليا اقترحت عليا شغل بمرتب اكبر بس في مصنع حلويات ..قولت أقول ل محمود الاول
صفا:اسمعني بس المصنع ده مرتبه اعلي..ده غير لو اشتغلت ورديه زياده الفلوس هتبقي اكتر
محمود:انتي بتفكري في الفلوس مش بتفكري في الشكل الاجتماعي ازاي يعني تشتغلي في مصنع تلفي ملبس وحلويات لا اوعي تعملي كده
صفا:علي فكره الشغل مش عيب ايه اللي انت بتقوله ده
محمود:يا ستي علي عيني وعلي راسي.بس ده مش شغلك انتي انسانه متعلمه وهتكملي في الجامعه يعني ليكي حياه تانيه كل واحد بيشتغل في مجاله
صفا:علي فكره انا مستغربه كلامك
محمود:افهمي انا خلاص هتخرج السنه دي وبنزل تدريب في مكتب هندسي كبير وكنت بفكر أكلم بابا علشان اخطبك ازاي ابقي انا مهندس وخطبتي بتشتغل في مصنع
صفا:طب انا هشتغل بس كام شهر لاغايه اول ما تتقدم انا هسيب الشغل
محمود:لا الموضوع مرفوض من أساسه
مشينا في اليوم ده وهو مصمم اني ما اشتغليش في المصنع .ولاول مره ما سمعيش كلامه اشتغلت كنت بكسب حلو اوي ضعف الفلوس اللي كنت باخدها في المحل .اتخرج محمود واشتغل في مكتب هندسي حاسيت انه بيبعد عني خصوصا اني ما قدرتيش اسيب الشغل..تفكيري اتغير مابقيتش أفكر ان اكمل تعليمي لاني ماعنديش وقت شغل المصنع اخد كل وقتي ومرتبي ذاد خلاني اتمسك بالشغل اكتر..خلاص ما بقيناش محتاجين مساعده من حد الفلوس اللي بكسبها بتكفينا وزياده..محمود تقريبا

مش بيكلمني هو كمان الشغل وحياته الجديده غيرته حاولت أقابله زي ما كنّا متعودين لاقيته رافض انه يكلمني الا لما اسيب الشغل الاول
وعرض عليا يعملي مرتب في الشهر يساعدني به..رافضت لاغايه لما لاقيت مرات عمي بتكلم امي انها عاوزه تجوز محمود لواحده زميلته في الشغل مهندسه زيه شافتها مره ومعجبه بيها وبأخلاقها امي زعلت لانها عارفه اني بحبه بس رايها كل واحد بياخد نصيبه من الدنيا،انا كنت حاسه ومتاكده ان محمود هو نصيبي في الدنيا.. في اليوم ده فضلت في البلكونه لاغايه لما لاقيته راجع نزلت قابلته علي السلم
صفا:انت فعلا هتخطب زميلتك في الشغل
محمود:لاء
صفا:خلاص كلم عمي انا مستعده نتخطب من بكره
محمود:وشغلك
صفا:بص اجهز نفسي منه لاغايه لما نتجوز انا محتاج الشغل ده فلوسه كتير
محمود:لا سيب الشغل الاول.. أقول لصحابي ايه هرتبط بانسانه شغاله في مصنع
صفا:لا أقولهم هرتبط بانسانه بحبها
محمود:صفا.. انا مش هرتبط بيكي بجد غير لما تسيب الشغل
فكرت واتكلمًت مع امي بس هنعمل ايه تقريبا الفلوس اللي بكسبها مع معاش ابويا عايشين بيهم كويس وكمان انا اتعودت علي الشغل والفلوس قولت طلما بيحبني اكيد في الاخر هيرضي بيا زي ما انا..فضلت اكتر من سنه انا ومحمود مش بنتكلم مع بعض خصوصا اني بقيت اشتغل اكتر علشان اختي أتخطبت وكانت محتاجه فلوس لجهزها..في الوقت ده مرات عمي أقنعته اني خلاص ما انفعيش أكون ام لأولاده ازاي راجل مهندس وبنت شغاله في مصنع معها ثانوية عامه..اتغير محمود من ناحيتي كتير واتجوز من مهندسه زميلته وسافر معها بره مصر وانا فضلت في شغلي اخواتي البنات اتجوزا.. حتي اخويا خطب..انا جالي عرسان بس كلهم كانوا زمايل ليا في المصنع للأسف مااقدرتيش انسي محمود ولا أيامنا الحلوه اللي عايشه طول الوقت أفكر فيها عمري بيجري بس مش حاسه به.. ندمت اوي لاني انا اللي ضايعت حب عمري..لكن وقت الندم فات..ساعات بقول لنفسي ياتري لِسَّه بيفكر فيا ولا نسي أيامنا وذكرياتنا مع بعض؟؟!!!!


كواليس هي مجلة فنية رياضية تصدر عن مؤسسة كواليس. تأسست المجلة سنة 2019