حوار مع المخرج شادي سرور الذي تألق إسمه في سماء الفن والإبداع.
232
الجمعة 5 يوليو 2024, 4:30 م
المخرج الذي سطع اسمه كالشموع التي تألقت في سماء الفن والإبداع.
بقلم / نهي شكري
المخرج شادي سرور هو أكثر من لامس بروحه الفنية الإبداعية الجامحة و الفذة علي المسرح، القضايا التي تعنى بالعمق الفكري في المجتمع المصري.
كما نجد أنه مخرج متميز فهو متمكن من تحويل النص المكتوب للوحة فنية مبدعة علي المسرح و ينبض فيها الحياة.
ويعد من المخرجين الذين أسهموا في تأسيس وعي ثقافي وغير نظرة الكثير للمسرح ف بعد عرض مسرحيته الأخيرة “العيال فهمت” .
نجد كثير من المشاهدين للعرض من يقرر أن يذهب لها أكثر من مرة حيث انه جعل بين المشاهد وأبطال العرض جو من الأريحية والألفة و قليلا ما نجد مخرج متقن بعمله وبهذا التفكير والوعي .
و مجلة كواليس كان لنا هذا الحوار مع المخرج المبدع شادي سرور
ايهما تركز اكثر عليه السينوغرافيا البصريه و السمعيه ام تترك هذه المسائل للتقنيين من إضاءة وديكور وازياء وتتجه لعمل الممثل فقط و أداؤه على المسرح؟
طبعا بتختلف إذا كان المخرج يفضل و يتتطلب الأمر رؤيه سمعيه رؤية بصرية رؤيه تكون خلفيتها موسيقيه .
وقد تستدع رؤية بصرية لاشياء خاصه بتقسيمة الديكور و خاصة بتقسيمه الإضاءة كل ده بيكون من أختصاص المخرج من البدايه ولا يفضل أن تترك للتقنيين وحدهم.
ولكن انا بتدخل أيضا لأن لي رؤيا من البداية وهما ايضا بيشتغلوا من الرؤية نفسها.
وكل هذا بيتضمن المخرج عايز ايه وممكن اشياء خاصه بالحركة وتقسيمه الديكور كل ده من اختصاص المخرج من البدايه .
والمخرج هو اللي بيعمل ماتشينج بين الإضاءة والديكور والموسيقى ،فكل هذا بعين المخرج.
هو منذ البداية اللي بيحرك كل شيء عن بطريقته ، و بيكون نابع من رؤية المخرج.
المسرح اختار شادي سرور ، ام شادي سرور هو الذي اختار المسرح ؟
اكيد انا اللي اخترته لانه هو العشق الأول والأخير والتمثيل للمسرح عندي هو التمثيل اللي بحبه
لان هو بيبان في طاقة الممثل و بيبان بين التفاعل بينه وبين طاقة الجمهور معه ،
ومدى المرونة الخاصة به ومدى حساسيته تجاه الدور وابطال العرض والجمهور الحاله اللايف دي حلقه كبيره وعظيمه في حقيقة المسرح . ونجد أن المسرح فعلا في الأول هو اللي اختارني من الاول ، وانا اللي اخترت ان انا اكمل و اكون فيه.
هل جربت الكتابة المسرحية قبل ذلك ؟
انا مؤمن من صغري بفكرة التخصص ان لكل شخص تخصصه او كل شخص يعمل في مجاله .
الكاتب كاتب والمخرج مخرج والفنان فنان ومهندس الديكور… وهكذا لكل مفردة وفرع من فروع المسرح الناس الخاصة به .وانا مبحبش ادخل بين شيئين في بعض في نفس الوقت الحاجه.
والشيئ اللي ممكن اعمله ان انا ممكن اكون ممثل ومخرج لكن بدال انا ماليش في الكتابة فما مدش ايدي فيها ابدا .
لاما اختار الموضوع اكون فيه كويس و اقدر اعمله او ما اختاروش وهو جزء من شطاره المخرج ان ممكن يمد ايده في الورق لاما بحذف او الاضافه البسيطه على الحوار عشان يثقوا في الشكل المطلوب اللي هو عليه لكن البناء الاساسي للنص لا انا بسيبه للكاتب نفسه.
هل يوجد مسرح بمستوى طموح المسرحيين أم أن دور العرض المسرحي بمصر يفتقد الكثير؟
حيث أنه يوجد مسارح خارج مصر كثيره لو سافرنا في الخارج و مسارح حديثه
اكيد لسه نفتقر و نفتقد الى وجود مسارح ذو امكانيات عاليه مثل مسارح الهيدروليك اللي بتطلع وتنزل ويحدث فيها خدع كثير بتدي مساحة للمخرج انه يبدع اكتر.
لكن هنا حتى الان، عندنا المسرح التقليدي القديم العادي وبنحاول نعمل على حسب الخيال الموجود ممكن تستخدم الشاشات مثل بروجيكتور و بعض التقنيات التي تحاول تساعدنا في عملنا.
بحيث نشعر بشيء من التجديد ولكن في حقيقة الأمر احنا مفتقدين مسرح مجهز حتي نستطيع العمل على إخراج فكر وطموح المخرج اللي عنده افكار كبيره وصور بصريه وابعاد.
ممكن اننا نجد أفكار و الاطوال وحاجات ممكن تنزل تحت الارض وحاجات ممكن تطير كل هذه الأشياء مفتقدينها هنا في المسارح .
ولكن انا عندي امل ان الفتره الجايه ممكن تبدأ انها تحدث على المسرح المصري واكيد مثل ما ظهرت في الخارج يبقى اكيد سوف تحدث لدينا في مصر ان شاء الله.
كان التنافس ملموسا سابقا بين صالة السينما وصالة المسرح ما هو السبب وراء اختفاء ذلك التنافس ام من وجهة نظرك ما زال التنافس موجود؟
زمان كان في فرق مسرحية قطاع خاص كثير وقطاع عام كثير وكان متعدد وكان له تأثير على المتفرج كان في سينما وكان عليها تأثير قوي جدا على المتفرج .
وكان في صراع بين جمهور يروحوا المسرح وجمهور بيروح السينما وكان في فرق كثير نفسها في المسرح تتنافس في الجوده عشان يجذب المشاهد.
وكل ذلك بيجلهم في محط انظار المشاهدين وكانت الحفلات بتكون ممتلئة بالكامل على المسرح او على السينما و بتكون كاملة العدد و بتجيب إيرادات كبيرة.
لكن الان في فجوه كبيره لان المسرحية ممكن تتكلف اقل في الانتاج عن السينما والآن لا يوجد صراع بين الاثنين
لأن السينما في مستوى والمسرح في مستوى آخر، نظرا للعمليه الإنتاجية فالجمهور يعتمد على السينما.
لأن الجمهور يشاهدوا النجم المفضل لديهم فتبدأ تذهب السينما على الأساس هذا لكن بالنسبة للمسرح الانتاج بيكون اقل بكثير
وخصوصا ان مسرح القطاع العام اصبح على عاتقه كل شغل المسرح وخصوصا بعد اختفاء مسرح القطاع الخاص.
فاصبح المسرح العام كل شغل المسرح عليه لان ما فيش فرق مسرح قطاع خاص.
ومن ناحيه أخري لو نظرنا للأنتاج
اقصى مسرحيه ممكن تنتج بمليون او مليون ونص لكن الفيلم بيتكلف من 50 ل 300 مليون فطبعا هو ما فيش تنافس اساسا بين السينما والمسرح .
من وجهة نظر المخرج شادي سرور في أعماله ما هو أفضل عمل قدمته وقريب الى قلبه؟
انا بالنسبة لكل الأعمال اللي انا بعملها قريبه من قلبي وخصوصا ان انا بختارها بعناية ،وان كان عرض” إكليل الغار ” عملته سنة 2007 وهذا العمل من أهم العروض المقربة لقلبي لأنه كان عرض قوي جدا.
وكان يوجد بها شغل كثير من تمثيل وسينوغرافيا عظيمة وحاز على جوائز عديدة.
منها جائزة المهرجان القومي للمسرح ، على أحسن عرض واحسن اخراج و التمثيل والموسيقى والنص والديكور .
وكان تأليف الله يرحمه الكاتب اسامه نور الدين وهو يعد فعلا من اكثر العروض التي بذلت فيها مجهود كبير وبحبها ويمثل ايقونه من النجاح .
وطبعا آخرهم عرض ” العيال فهمت” لان العرض موسيقي استعراضي وهذا حاذ على اعجاب الجماهير .
وأخد جائزة أحسن عرض غنائي من مهرجان إبداع .
فتلك العرضين هما فعلا الاهم بالنسبه لي وغير انهم عرضين ليهم معاني كثير .
ما هو وجه الاختلاف بين صوت الموسيقي والعيال فهمت؟
انا بعدت عن رواية صوت الموسيقى ولكن هي متشابهة في الفكرة بتاعته أنه اب عنده اطفال ومحتاج مربيه فنجد صوت الموسيقي هو كان اب يعمل في الجيش.
وكان قرب من سن التقاعد وعنده اطفال صغيرين وليس بكبار مثل مسرحية العيال فهمت، وهو محتار في تربيتهم وبدأ يحضر مربيه للأطفال وحبها الاب .
لكن بالنسبة لمسرحية العيال فهمت انا لعبت على الأولاد اللي في سن خطر اللي هو فترة المراهقة و سن العشرين و الفجوة التي حصلت بين السوشيال ميديا والفجوة التي بين الآباء والأبناء.
وفكرة أن حبس الأطفال والتزمت من الاب ، لكن انا اخذته من ناحية كوميدي والفيلم كان الأولاد صغيرين والنهايه بتاعة الروايه مختلفه عن النهاية بتاعتنا.
لكن هي فقط الفكره واحده في ان الأب اللي عنده اولاد و بيلجا الي المربيه متشابهه هنا فقط لكن المحتوى وسن الاولاد انهم اكبر في مسرحية العيال فهمت.
وفي المسرحية نجد الكوميديا اكثر والنهايه مختلفه في الفيلم عن مسرحية العيال فهمت .
هل واجهت صعوبة في تدريب المواهب اولاد عاصم بيه في المسرحية ؟
لم أواجه صعاب في تدريب الشباب اللي في المسرحية، لان اغلبهم كان معايا في الورشة بيتدربوا علي كل شي رقص وتمثيل وغناء، ما عدا واحد فقط كان من الاكاديميه.
لكن كلهم كان في ورشة العمل معايا وكانوا بيتدربوا طول الوقت وعملنا عرض قبل ذلك في الهناجر وبعد ذلك عملت ايضا عرض اخر فأصبح بينهم انسجام و كيمياء .
و مجرد لما دخلنا في العمل في المسرحية كانوا مريحين جدا وكانوا موهوبين و متدربين كويس، سواء في الرقص او الغناء او التمثيل.
فنجد ان المجهود الذي استثمرته في ورشة الهناجر أزاح اي صعوبة ممكن كنت أواجهها لو لم اقم بالورشة.
كيف تم تاهيل علي شادي للوقوف على خشبه المسرح؟
علي موهوب وشاطر من صغره هو عمل بروفات أيضا لكن أقل من الشباب .
لان هو موهوب، يحب التمثيل وهو طول الفترة بيكون معايا من هو صغير ، سواء وانا بمثل او بعمل بروفات لمسرحية.
فهو شارب بالسليقة التمثيل والكواليس وانه يقف على خشبة المسرح من وهو عنده ثلاث سنوات.
وكان يجلس طيلة الوقت يتفرج بانتباه و نداهه المسرح ندهاه من بدري، وبيحب التمثيل ويحب يجود من نفسه فهو ممثل بالسليقة فعلا .
وكان معايا في ورشه الهناجر استمرت الورشة ست شهور بالنسبة له و اتمرن مع ناس كبيرة.
فبالتالي هو عرف يتعامل مع الكبار وتمرن على الرقص وعلى الغناء كذلك وعمل معي عرض قبل كده في الهناجر.
اسمه” قرب قرب “وعمل دور تراجيدي غير كوميدي انا هنا بجربه في الكوميدي.
ما شاء الله طلع موهوب وشاطر في الاثنين هو احيانا بنحتاج سيطره في الكواليس فقط لانه كثير الحركه بحكم انه ما زال طفل وسنه صغير.
ماذا قدم المخرج شادي سرور لمسرح الهناجر وآلية عمله والصعوبات والتحديات التي واجهتها ك مدير مسرح الهناجر وما قدمته لمسرح الهناجر ليحافظ علي هويته ؟
الحقيقة بالنسبه لمسرح الهناجر انا بحاول طول الوقت ان انا احافظ على هوية هذا المكان طول الوقت، فهو مفتوح للشباب مفتوح للورش مفتوح لاستقبال المستقلين بجانب المحترفين ايضا.
مفتوح انه يتعمل عليه إيفنتات ومهرجانات ف كيف استطيع ان اجعله يستوعب كل هذه الانواع والاشكال وخصوصا ان انا طول السنه بحاول اقدم من ستة لسبعة مهرجانات.
سواء في المسرح أو في قاعة الفنون التشكيلية علاوة على انتاجي لعروض كثيرة زي السنة الماضيه أنتجت اربع عروض” انوف حمراء ودارت الأيام و الأرتيست ونساء بلا غد “.
فالمكان طول السنه شغال ورش ومهرجانات، فالحمد لله استطعت في وسط هذا اني انتج اربع عروض منها عرض انتاج ورشة مثل أنوف حمراء واحد مونودراما، واحد اخر هو الأرتيست.
و عروض مهمة واثنين مؤلفين مهمين الكاتب العربي الكبير جواد الأسدي في نساء بلا غد ومعه مخرجة شابة نور غانم و الأرتيست تأليف وإخراج محمد زكي وهو شاب ومخرج ومؤلف مهم جدا .
انوف حمراء لمحمد الصغير وهو فنان مهم جدا ورشه وتدريب واخراج و ودارت الايام مونودراما الأستاذ فادي فوكيه مخرج وسينوغرافي ومعه الفنانه الكبيره وفاء الحكيم.
فأنا متنوع في تقديم الأعمال الفنية و لي
رؤية أني كيف احافظ علي أن يظل المكان شغال بالرغم من صعوبة المكان اللي هو مسرح واحد مش مسارح متعددة فهي قاعة عرض واحدة.
فكيف انسق بين البروفات والمهرجانات والورش وازاي بعمل ملتقى مرة كل شهر في وسط كل هذا لازم اكون مستعد اني احافظ علي الهناجر كمنارة ثقافية.
وكيف استطيع ان اجعله محافظا على هويته الثقافية الكبيرة وكيف اقدر احافظ على أنه يستمر بالجودة العالية الثقافية.
وكيف احافظ على هويته هذا هو التحدي اللي بشتغل عليه.
عرض مسرحي تتمنى العمل عليه في اقرب وقت؟
العرض المسرحي الذي اتمنى ان اعمل عليه مسرحيه كانت للأستاذ مصطفى سعد اسمها “واحد ثاني” والمسرحية دي انا بحب ورق المسرحية.
وهي فكره جميله مكتوبه بشكل جميل ومبدع وانا لي فتره بفكر ان انا اعملها واشتغلها وفيها كل حاجه شاملة الضحك والجد والفكر الشامل
كل شيء وفيها رساله اكيد هتعمل متعه في الفرجه وهي تنتمي للسكة اللى انا بعشقها والكوميديا اللي موجوده فيها انا بحبها.
لانها كوميديا الإثارة والتشويق وفعلا فيها تشويق من اولها لاخرها فانا اتمنى اني اعملها في القريب ان شاء الله.