بقلم / مريم يحي
ملايين الفتيات على مستوى العالم معرضات للزواج المبكر ، ورغم أن القوانين تمنع الزواج في سن مبكرة، إلا أن هؤلاء الفتيات يخضعن لعلاقة زوجية رغما عن إرادتهن، لترافقهن بعدها حياة مليئة بالألم.
العنف الجنسي وسوء المعاملة والاستغلال، وحتى الموت هي بعض تبعات الزواج المبكر للفتيات الصغار، اللاتي يفقدن فرص التعلم والتطور الاجتماعي، كما أن هؤلاء الفتيات يواجهن مخاطر صحية كبيرة نتيجة هذا الزواج. وتفيد تقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) بأن 15 مليون فتاة قبل سن الـ 18 يتم تزويجها في كل عام .
تتطلب معالجة مشكلة زواج الأطفال الاعتراف بالعوامل المختلفة التي تؤدي إلى استمرار هذه الممارسة ، وبينما تختلف جذور هذه الممارسة عبر البلدان والثقافات، فإن الفقر ونقص الفرص التعليمية ومحدودية الوصول إلى الرعاية الصحية تؤدي إلى إدامتها ، تُزوّج بعض العائلات بناتهن مبكراً للتخفيف من العبء الاقتصادي أو لكسب الدخل ، وقد تفعل عائلات أخرى ذلك ؛ لأنهم يؤمنون بأن هذا سيؤمن مستقبل بناتهم أو حمايتهن.
كما أن القواعد والصور النمطية حول أدوار الجنسين وسن الزواج، وكذلك المخاطر الاجتماعية والاقتصادية للحمل خارج الزواج، تدعم هذه الممارسة.
أطلقت اليونيسف، بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان في عام 2016 البرنامج العالمي للقضاء على زواج الأطفال، ومن خلال تمكين الفتيات الصغيرات المعرضات لخطر الزواج المبكر أو اللاتي تزوجن بالفعل، وصل البرنامج منذ عام 2016 إلى أكثر من 21 مليون فتاة مراهقة ليعمل على تدريبهن على المهارات الحياتية، وتقديم التربية الجنسية الشاملة، ودعم حضورهن المنتظم إلى المدارس. وشارك أكثر من 353 مليون شخص، منهم شخصيات نافذة في المجتمعات المحلية وجموع من الرجال والفتيان على وجه الخصوص، في حملات الحوار والدعم للفتيات المراهقات وغيرها من الجهود الرامية إلى إنهاء زواج الأطفال.
© جميع الحقوق محفوظة لمجلة كواليس وتخضع لشروط وإتفاق الإستخدام