بنات عطفه

كتبت : غادة حنفى

حكاوي_غادة

حكاية_ بيت_عطفه

حكايات_وأسرار_البنات_والستات

الدكتورة حياة، دكتورة امراض نفسيّة وعصبيه، هتحكي لنا اغرب تجاربها الشخصيه مع الحالات المرضية.

فكرت كتير قبل ما اكتب الحكاية دي، خصوصا انها وجعت قلبي، وارهاقتني انا شخصياً.

الحكاية بدات، عندما كنت اجلس في مكتبي أقرأ كتاب عن مدينة الملائكة وتمنيت العيش فيها كم هي جميلة، إلي ان دخلت صديقتي حنان وهي تبكي تستنجد بي لان اختها عطفه حاولت قتل بنتها وقتل نفسها.

صُدمت مما سمعت فانا اعلم جيدا ان عطفه انسانه رقيقه تعشق ابنتها، فهي بعد ان تزوجت لم يُحلفها الحظ كثيراً، وكانت هناك مشاكل مع زوجها وأهله بسبب عدم الإنجاب، وكل أمنياتهم في الحياة هو طفل او طفله، ولم تنجب وتعذبت كثيراً، وعلي مدار سبع سنوات علاج اخيراً أنجبت سارة أتذكر يوم مولد ابنتها، زوجها وأهله أقاموا حفلاً كبيراً وكأنه عرس،

ذهبت مع حنان الي بيت عطفه بعد ان علمت منها بانها تركت شقتها التي كانت تقيم فيها والآن تعيش في شقة حماتها بعد ان توفيت،

اول ما دخلت مع حنان الشقه، شعرت بقبضه في صدري، الشقه كئيبه مع ان انورها مضاءة، لكن تشعر بانها مظلمه رغم كل هذا الإضاءة، كانت عطفه تجلس في ركن لوحدها في صالة المنزل، وكأنها كانت تنتظرنا وتعلم بقدومي، فأنا لم ارها منذ عشرات سنوات او اكتر لانشغالي،

اول ما رأيتها صدمت، تغيرشكلها تماماً، منظرها غير طبيعي عينها زائغه، شعرها قصير جدا مقصوص بطريقه عشوائية، همست الي حنان.

: ايه اللي جري لها وشعرها مين قصُ بالطريقة البشعة دي.

بدات حنان تشرح لي ما أصاب اختها.

= من بعد ما حماتها ماتت وجت سكنت هنا في شقتها وهي اتغيرت خالص، الاول كانت كل يوم تتخانق مع جوزها علي اتفه الاسباب وبعدين جوزها مرة صحي من النوم لاقها بتصرخ في الشقه بتدور علي سها ابنتها الصغيرة وبتقوله ان حماتها خدتها معها تحت الارض وهي شفتها، طبعا لاقها نايمه في سريرها.

:سها ؟! انا عارفه ان معها سارة بس.

؛ لا هي، ربنا كرمها وحملت تاني بعد سارة وخلفت سها وسيجا، والبنت الأخيرة تعبت في ولادتها اوي، وهي اللي اختارت لها الاسم الغريب ده، وقولنا اهو حلو وجديد، وبعدها بسنه حالها اتغير وتصرفاتها بقت مش طبيعيه.

النهارده الصبح لاقيتها ماسكه المقص وبتقص في شعرها، لاغايه لما كانت هتجرح نفسها، اخدت منها المقص بالعافية.

طلعت حقنه مهدئه من حقيبتي، وقبل ان اقترب منها وقفت مرة واحدة، اول ما باب الشقة أتفتح وكان جوزها الأستاذ اشرف وبنتها سارة، بصت ليا بغضب وعينها تحولت الي اللون الابيض اصابتها حاله من التشنج، وجري عليها اشرف وهو مخضوض وهي ظلت في نوبه صرع وتشنحات طويله وانا احاول ان لا تقطم لسانها امسك فمها بأيدي الي ان احضرت حنان فوطه وضعتها داخل فمها خوفا عليها لكي لا تؤذي نفسها. لاحظت سارة تقف تشاهدها وهي تبتسم ابتسامه غريبه، ظننت انها طفله لاتستوعب ما يحدث لامها، لكن بعد ان دخلت سارة غرفتها وهدأت عطفه ونامت،

فكرت قليلا طفله تبلغ من العمر عشر سنوات تشاهد امها بهذه الحالة وتقف تبتسم، كانت المفروض تبكي، تحزن، شعرت وقتها انه يوجد سر وراء سارة.

جلست مع زوجها وحنان. اريد ان افهم ما حل بها.

: انا شايفه ان سارة كمان عندها مشكلة ازاي تشوف مامتها بالحاله دي وتدخل أوضتها عادي، وحتي ما تخرجيش تطمن عليها.

ينظرون الي بعض وهم مستغربين، لاقيت حنان قعدت جنبي ومسكت ايدي.

:دكتورة اسم الله عليكي سارة ماتت من زمان.

حاسيت ان الدنيا بتلف بيا حاولت افهم.

:ازاي انا لِسَّه شايفها داخله مع الأستاذ اشرف، يمكن اختها سها يااا شبه بعض اوي بس ازاي بنفس عمرها؟!!

يستغرب اشرف من كلامها.

:دكتوره انا بناتي سها وسيجا عندهم خمس سنين وعند حماتي لانك شايفه حالتها عامله ازاي.

حاسيت ساعتها اني هتجنن، ولأول مرة في حياتي أكون عند مريض بعالجه واتعصب وصوتي يعلو في المكان،

:انتم بتقولوا ايه؟! هي لِسَّه داخله معاك ودخلت أوضتها كمان دلوقتي انا شوفتها

دخلت اجري الي غرفتها فتحت الباب لاقيتها اودامي، صرخت فيهم.

:سارة اهي، شوفوا

اول ما دخلوا الاوضه لاقيت صورة كبيرة بنفس الفستان وتسريحه الشعر اللي انا شوفتها بها. خرجت اجري من البيت وانا حاسه اني مش انا؟!!!!!