نهي شكري تكتب “ها أنا أكتب لك وحدك”.

عادة لمنزلها بعد عناء يوم طويل من العمل وانتظرت مكالمته .. وهنا تذكرت لقد انتهت قصتهم ..

خطأ من ؟ لم يجدي الكلام نفعا.

أخذت ورقه وقلم وبدأت في الكتابة

 ها أنا أكتب لك وحدك

و افترقنا إذاً…

 لم تكن مشيئة الله أن نكمل الدرب سوياً ، أن نتشبّثَ  بضعفنا لنصنع منه معجزة تقينا من السّقوط والتهشّم، بالرغم من أن كل منا كان يستقوي بالأخر ولكنها النهاية.

 لكن بعدَ هذا الفراق كلّ منّا سيغفو من دون الأخر، فقد كنا بعاد المسافة لكن أرواحنا ملتصقة دائما.

ستكون هذه النهاية ، ولن يعلو أصوات العتاب واللوم ،  مرة أخري من منّا كان المخطئ،  من منا لم يتمسك بالعلاقة، من منا أهمل هذه العلاقة، او من منا كان واهم للأخر بحبه.

لا يهم فهي انتهت تماما بلا عودة، فيكفي ان كل منا لم يهن الآخر في يوم .

هانحن ذا نتلعثم ونرتبك بعدَ أن كانت العفوية تحيط بنا، أرى عينيك صامتة خالية من أيّ أثر لي بداخلهم الأن  .

لم يكن الذي بيننا حبّاً على الإطلاق.. بل كان أكثر من ذلك بكثير علي الأقل بالنسبة لي وانا أعي ذلك.

كنت لي لطيف المعشر ، وكنت مزاجية لحوحه كما كنت تصفني، لكنني أحببتك والله يعلم أيّ حبّ خلق بهذا الفؤاد وخصّص لك،

كانت غيرتك منطقية، وتعبك الدائم من عملك مرهق لك و لي ، وكانت طفولتي وعفويتي مرهقة لك، أعلم ذلك لكنها النهاية.

ستظلّ المودّة لك في قلبي، وسأبتسم في سرّي كلّما مرّ طيفك أمامي  ،  أيّامي ستلوّن بالتعب  من دونك، ولكنها ايام وستمضي، لكن هذا ما قد كتب لنا ، فكلٌّ منا سيمضي في دربه دون التفاتة نحوَ الماضي.

ربّما ستحرقنا الأغاني تلك التي يسمعها كل منا يومياً، ولكن لن أمر من مكان جلسنا فيه سويا حتي لا اضعف.

سأدعو لك بالخير وأعلم أنكَ ستدعو لي …

لم يكن الخير في أن نكملَ هذا الحبّ ، لكن الخير فيما اختاره الله لنا.

 قلبك لن يلام  على وجع الفراق، او وجعي وكسر قلبي ، ولن أسدل العتاب عليكَ ، فالذي كان بيننا يستحق أن يدفن بسلام وربما كان خطئي انا، فانت كنت واضح جدا في بعض الأمور.

لكَ  كلّ الودّ والصّون منّي والشكر  لكلّ ضحكة ودمعة كنتَ سببها ، حتي الألم الذي سببته فقد تعلمت منه حقا الكثير .

لكن كما قلت الله لم يرد أن نكمل الدرب و الأيادي متماسكة.

إنها مشيئة الله، وقدّر الله وما شاء فعل.

وضعت القلم على الورقة .. ونظرت الي الورقة وكأنها تخبر أحد الأشخاص ، وأشارت بإصبعها  وقالت :

ايام ومرت ، وقصة وانتهت و سأبدأ من جديد ، وعادت إلى الورقة و طوتها ووضعتها في درج مكتبها بأهمال كأنها ترمي ورائها ايام صعبة مرهقة وعدت ، ويا ليتها تعلمت حقا منها .